هناء بحري
طالبة ماجستير في الهندسة البيئية في ترينتو (إيطاليا)
القدوم إلى إيطاليا للدراسة كان تجربة مثيرة ومليئة بالتحديات، فقد حصلت على فرصة لدراسة درجة الماجستير في الهندسة البيئية بفضل منحة ممولة من جامعة ترينتو ضمن إطار مشروع “ريبلد” الممول من الاتحاد الاوروبي. من اللحظة التي تلقيت فيها قبول المنحة، شعرت بمزيج من الحماس والترقب، حيث كانت هذه أول مرة أغادر فيها بلدي للدراسة في الخارج.
لقد مثلت هذه الرحلة فرصة فريدة لا لتطوير قدراتي الأكاديمية فحسب، بل لاكتشاف حضارة جديدة وتوسيع آفاقي الشخصية. على الرغم من أن التكيف مع اللغة والثقافة المحلية كان تحديًا في البداية، فإن دعم الزملاء والأساتذة، إلى جانب البيئة الداعمة التي وفرها لي فريق مشروع “ريبلد”، ساعدني على التكيف بسرعة.
كانت تجربتي في الدراسة بجامعة ترينتو مثمرة للغاية، حيث قدمت لي تعليمًا عالي الجودة في مجال الهندسة البيئية. من خلال تنوع البرامج الدراسية، تمكنت من التعمق في المواضيع البيئية التي لطالما أثارت اهتمامي. كما اكتسبت خبرة قيمة ستمكنني من مواجهة التحديات البيئية التي تواجهها ليبيا. المعرفة والتقنيات التي تعلمتها خلال هذه الفترة ستساعدني على معالجة هذه القضايا والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة في بلدي.
عبر هذه المنحة، لم أستفد فقط من تعليم ممتاز، بل تعرفت أيضًا على مشروع “ريبلد” وفريق العمل الذي يديره، كما تعرفت على كيفية التعاون بين أعضاء المشروع والبلديات الليبية. أتيحت لي الفرصة للمشاركة في بعض الأنشطة التي نظمها المشروع خلال العامين الماضيين، ومن أبرز هذه التجارب كانت مشاركتي في المشروع التجريبي الثاني الذي يركز على السلامة البيئية من خلال تدريب مع بلدية ترينتو الشريك الرئيسي بالمشروع. أعتبر هذه الفرصة الأهم بالنسبة لي، نظرًا لارتباطها بتخصصي الدراسي، كانت التجربة مفيدة للغاية، حيث شاركت في الأنشطة الخاصة بالمشروع التجريبي، وكانت الفرصة الأكثر قيمة هي المشاركة في تجهيز وإعداد جزء من البرنامج التدريبي المخصص لموظفي المعامل البيئية في البلديات الليبية. تهدف هذه الأنشطة إلى تعزيز كفاءة الموظفين في المعامل البيئية، مما يساهم في تحسين الأداء العام للبلديات. شعرت بفخر كبير وأنا أساهم في تجهيز محتوى تدريبي يتناسب مع هذه الأهداف، وأدركت أن التعليم والتدريب هما المفتاحان الأساسيان لتطوير الكفاءات البيئية في ليبيا.
أعتبر تجربتي الدراسية في إيطاليا بمثابة نقطة تحول في حياتي الأكاديمية والمهنية، وانا سعيدة جدا بكوني جزءًا من مشروع “ريبلد”، وآمل أن أتمكن من استخدام ما تعلمته في تحسين الواقع البيئي في ليبيا، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة. إن هذه التجربة ليست مجرد دراسة، بل هي بداية جديدة نحو مستقبل أفضل لي ولبلدي.